І – مفهوم الجفاف وتجلياته بالمغرب:
1- مفهوم الجفاف:
الجفاف هو حالة انعدام
المطر خلال مدة من الزمن أو انحباس الماء عن الأرض زمنا طويلا مما يؤدي إلى عجز في
الموارد المائية للبلاد، والذي يمس مجالا جغرافيا واسعا طيلة مدة من الزمن وذلك
بالقياس إلى متوسط الكميات التي كان يتلقاها.
2- تجليات الجفاف بالمغرب:
تعرف الحالة المطرية بالمغرب بين فينة وأخرى تعاقب فترات من الجفاف حيث تتميز الحالة المطرية بالقلة أو العجز الشامل، فتكون التساقطات ضعيفة أو منعدمة خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تتسم بزحف التصحر والجفاف الحاد والتي تتراوح فيها نسبة العجز المائي في الأحواض أحيانا بين 82 و 97 %.
حالة الخصاص في المياه تظهر وتتزايد حتى في المناطق التي تعرف تساقطات مهمة حيث تسببت حالات الجفاف المتعاقبة في نضوب العديد من الآبار والعيون، وقد أثرت هذه الوضعية حتى على موارد المياه السطحية خاصة الأودية التي تراجعت مواردها بشكل ملحوظ.
تعرف الحالة المطرية بالمغرب بين فينة وأخرى تعاقب فترات من الجفاف حيث تتميز الحالة المطرية بالقلة أو العجز الشامل، فتكون التساقطات ضعيفة أو منعدمة خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية التي تتسم بزحف التصحر والجفاف الحاد والتي تتراوح فيها نسبة العجز المائي في الأحواض أحيانا بين 82 و 97 %.
حالة الخصاص في المياه تظهر وتتزايد حتى في المناطق التي تعرف تساقطات مهمة حيث تسببت حالات الجفاف المتعاقبة في نضوب العديد من الآبار والعيون، وقد أثرت هذه الوضعية حتى على موارد المياه السطحية خاصة الأودية التي تراجعت مواردها بشكل ملحوظ.
أسباب
الجفاف في المغرب وخاصة المناطق الزراعة المروية فتعود إلى سوء
استغلال وإدارة الأراضي المرورية والإسراف في ريها؛ إذ يؤدي ذلك إلى تملح التربة وتغدقها،
وبالتالي يتدهور إنتاجها، وتبرز هذه الظاهرة في التربة ذات التصريف السيئ أو عند الري
بمياه ترتفع فيها نسبة الملوحة ، فقد ارتفعت ملوحة مياه الري في بغداد بنسبة كبيرة
42% خلال 1967/1979، بينما في الموصل ارتفعت بنسبة 20% في نفس الفترة، والأمثلة على
تملح التربة في البلدان العربية كثيرة.
وإذا
نظرنا إلى أسباب الجفاف بالمغرب بوجه عام وجدنا أنها تنقسم إلى مجموعتين من الأسباب
أولا
أسباب ناتجة عن الظروف الطبيعية ويُقصد بالأسباب الطبيعية، التغيرات المناخية التي
حصلت خلال فترات زمنية مختلفة، سواء تلك التي حصلت خلال العصور الجيولوجية القديمة
، والتي أدت إلى ظهور وتشكل الصحاري التي غطت مساحات واسعة مثل الصحراء الكبرى في إفريقية
، والربع الخالي في الجزيرة العربية، وعلى الرغم من أن نشوء وتكوين هذه الصحاري قد
اكتمل منذ فترات زمنية بعيدة، إلاّ أن تأثيرها لا يزال قائما على المناطق المجاورة.
أما التغيرات
المناخية الحديثة ، فيقصد بها تلك التي حدثت في الماضي القريب من حوالي عشرة لاف سنة
، والتي لعبت دورا مهما في عملية التصحر وتكوين الكثبان الرملية ، علما بأن هذه التغيرات
المناخية الحديثة لم تكن سلبية في جميع المناطق، بل في بعض المناطق كان التغير إيجابيا.
ثانيا
أسباب ناتجة عن النشاط الإنساني ويمكن أن تعود هذه الأسباب إلى الزيادة الكبيرة في
عدد السكان ، والتي رافقها زيادة في الاستهلاك ، وكذلك التطور الاقتصادي والاجتماعي
، أدى ذلك إلى زيادة الطلب على المنتجات الزراعية ، هذه العوامل دفعت الإنسان إلى زيادة
استغلاله للموارد الطبيعية ، والتي جاء في غالب الأحيان بشكل غير مرشد، إضافة لذلك
فقد بدأ نشاط الإنسان مؤخرا يمتد إلى المناطق الهامشية ذات النظام البيئي غير المستقر
والهش.
الآثار المترتبة على الجفاف
يعد الجفاف إحدى الظواهر المناخية الطبيعية التي تحدث بشكل متكرر في معظم أنحاء العالم. ويعد كذلك من أوائل الظواهر المناخية التي سجلها التاريخ في العديد من أحداثه مثل ملحمة جلجامش ، كما ارتبط أيضًا بالكتاب المقدس و القرأن في قصة وصول نبي الله يوسف إلى مصر الفرعونية وكذلك سِفْر الخروج من مصر القديمة فيما بعد.[4] لقد ارتبطت بهذه الظاهرة المناخية أيضًا هجرات الصيد والجمع التي حدثت في تشيلي عام 9500 قبل الميلاد، تمامًا كسابق ارتباطها [5] بخروج الإنسان الأول من أصل إفريقي إلى باقي أنحاء العالم منذ ما يقرب من 135000 عام مضت.[6] أما فيما يتعلق بالعصور الحديثة، فتستطيع الشعوب أن تخفف من حجم الأضرار الناجمة عن الجفاف بشكل فعال، وذلك من خلال تنظيم الري والدورة الزراعية. وفي الواقع، فقد أضحى الفشل في وضع استراتيجيات مناسبة لتخفيف حدة الآثار المترتبة على الجفاف يكبِّد البشر الكثير من الخسائر في العصر الحديث، وهو الأمر الذي تتفاقم حدته في ظل الزيادة المطرّدة في الكثافة السكانية. فقد أدت فترات الجفاف المتكررة التي نجم عنها حدوث تصحر في منطقة القرن الأفريقي إلى وقوع كوارث بيئية خطيرة؛ أدت إلى حدوث المجاعة التي استمرت في أثيوبيا منذ عام 1984 إلى عام 1985 ونقص حاد في الغذاء نتج عنها أزمة الغذاء في منطقة القرن الأفريقي لعام 2006، وفي الشمال الغربي من منطقة القرن الأفريقي، نجد أن السبب في إشعال فتيل الأزمة في الصراع الدائر في إقليم دارفور غربي السودانوالذي تأثرت به أيضًا جمهورية التشاد يعود إلى ما مر بالإقليم من عقود عديدة من الجفاف. فهناك عدة عوامل ساهمت معًا في اشتعال أزمة دارفور، ومنها الجفاف والتصحر والزيادة السكانية . ويرجع ذلك إلى أن العرب وقبائل البقارة والبدو في بحثهم عن المياه كانوا يأخذون دوابهم إلى أقصى الجنوب حيث الأراضي الآهلة بشعوب غير عربية في المقام الأول يعملون في مجال الزراعة.[7]
استراتيجيات التخفيف من آثار الجفاف
* تلقيح السحب (Cloud seeding) - من الأساليب الاصطناعية المتبعة للمساعدة في سقوط الأمطار.[43]
* تحلية مياه البحار (Desalination) لاستخدامها في الري أو في الأغراض الاستهلاكية.
* رصد الجفاف - من الممكن أن تساعد الملاحظة المستمرة لمستويات سقوط الأمطار ومقارنة ذلك بمستويات الاستخدام الحالية للمياه في الحماية من الجفاف الناتج من فعل الإنسان.فعلى سبيل المثال، أوضح التحليل الذي أجري على معدلات استخدام المياه فياليمن (Yemen) أن منسوب المياه الجوفية (water table) فيها يواجه خطرًا كبيرًا بسبب الاستخدام المفرط له في تسميد التربة لزراعة محصول القات (Khat).[44] كما أن الرصد الدقيق لمستويات الرطوية يمكن أن يساعد أيضًا في التنبؤ بالخطر المتزايد من التعرض لحرائق الغابات، وذلك باستخدام بعض أجهزة القياس مثل مؤشر بيرام-كيتش (Keetch-Byram Drought Index)[39] أو مؤشر بالمر لقياس حدة الجفاف (Palmer Drought Index) .
* استخدام الأراضي - يمكن أن تساعد الدورة الزراعية (crop rotation) المخطط لها بشكل جيد في تقليل تعرية التربة (erosion) كما أنها تتيح الفرصة أمام المزارعين لزراعة محاصيل أقل استهلاكًا للمياه في السنوات الأكثر جفافًا.
* تجميع مياه الأمطار (Rainwater harvesting) - تجميع وتخزين مياه الأمطار من الأسطح أو غيرها من أماكن التجميع المناسبة.
* المياه المعالجة (Recycled water) - يُقصد بها مياه الصرف المتخلفة عن الأنشطة الصناعية (مياه الصرف الصحي) التي تمت معالجتها وتنقيتها.
* شق قنوات صناعية (Transvasement) - بناء قنوات أو إعادة توجيه الأنهار كمحاولات واسعة النطاق لـ ري (irrigation) الأراضي في المناطق المعرضة للجفاف.
* القيود المفروضة على استهلاك المياه (Water restrictions) - حيث يمكن ترشيد استهلاك المياه (خاصةً في الأماكن المفتوحة).قد يتضمن ذلك أيضًا ترشيد استخدام أدوات الرش أو خراطيم المياه أو الأدوات المستخدمة في ري النباتات في الأماكن الفتوحة وغسيل السيارات والأسطح الأسفلتية الصلدة (بما في ذلك أسطح المنازل والممرات) وملء حمامات السباحة، هذا بالإضافة إلى استخدام الوسائل المبتكرة التي تحافظ على المياه داخل المنزل (كالدش والصنابير وصمامات الضغط المزدوجة في السيفون).