تجربة مع لجنة الاختبار الشفوي لولوج
مسلك تكوين مفتشي التعليم الابتدائي
مسلك تكوين مفتشي التعليم الابتدائي
دورة 2018
تجربتي الشخصية في الاختبار الشفوي لولوج مركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، أتقاسمها مع المهتمين لكل غاية مفيدة:
بعد مجريات القرعة في القاعة الكبرى، نودي علي ثانيا إلى اللجنة رقم 1 التي كانت مكونة من أستاذين وأستاذة بالمركز.
بعد طرق الباب وإلقاء التحية وتقديم بطاقة التعريف، طُلب مني الجلوس، وأملى علي أستاذ اللغة الفرنسية وضعية تهم تخطيط درس lecture expliquée، طالبا مني وضع تصميم متكامل له في قاعة الإعداد، كما اقترحت علي أستاذة اللغة العربية الاشتغال على وضعية مهنية غير سليمة تتمثل في كون أحد المفتشين الحاضرين في ندوة كان محتكرا للكلام سواء في الإلقاء أو في الرد، وطلبت مني تقديم ملاحظات نقدية بهذا الشأن، واقتراح إجراءات عملية استباقية لتفادي هكذا حالات شاذة.
استأذنت الخروج، والتحقت بالقاعة المخصصة للإعداد مدة 25 دقيقة تقريبا، مع عدم جواز استعمال أي وثيقة أو هاتف أو ما شابه.
أثناء الالتحاق باللجنة، طُلب مني الجلوس مرة أخرى، والإجابة على الوضعيتين دون أي حامل أو ورقة: الأولى باللغة الفرنسية تخللتها أسئلة حول تفاصيل الدرس (مراحل، أهداف، أنشطة...) والثانية لم تتخللها أية أسئلة بل كنت أنا المتحدث الوحيد.
أخذ أستاذ الفرنسية الكلمة وطلب مني الحديث عن أهمية التقويم في العملية التعليمية-التعلمية، ثم القراءة المقطعية وأسسها العلمية والديداكتكية، ثم طلبت مني أستاذة العربية الحديث عن نفس القضايا باللغة العربية وكذا استراتيجيات القراءة، وكيفية التعامل مع المفردات لتحقيق عملية فهم المقروء.
تدخل الأستاذ الثالث وهو أستاذ معروف بالمركز، وطلب مني الحديث بالفرنسية عن الفرق بين notion et concept وعن الجماعة العلمية communauté scientifique، وعن بحث الإجازة وإشكاليته بالعربية، وعن بحث الماستر بالفرنسية الذي تمحور حول التمثلاث الاجتماعية، وكان هذا الأستاذ شديد الإلمام بالموضوع لدرجة أنه قدم لي دراسات نظرية ومفاهيمية جديدة نقدية حوله لست على علم بها.
ثم انتقل نفس الأستاذ إلى رسالة التحفيز محاولا استفزازي حول شكلها ومضمونها، وركز بشدة وبالكثير من النقد اللاذع على موضوع بحثي التربوي دون أن يترك لي الوقت الكافي للشرح والتوضيح والتعقيب، لكن ذلك لم يؤثر على هدوئي وعلى توزيع النظرات الواثقة والابتسامة على أعضاء اللجنة.
لكن أستاذة العربية نبهتني إلى كون موضوع بحثي يتسم بالجدة وبأنه سيكون من الأمور التي سيتم تبئير الاشتغال عليها في المركز في حالة نجاحي، خصوصا وأنه موضوع ذو راهنية كونه يرتبط بالممارسة المهنية التي تشكل إحدى اهتمامات وأولويات الرؤية الاستراتيجية.
وفي الأخير، تدخل الأستاذ الثالث (الناقد)، وهو رئيس اللجنة على ما أظن، قائلا وهو يبتسم بأن الهدف من النقد هو خلق عدم التوازن وليس الإحراج أو الإغضاب، ودعاني إلى الانصراف.
تحياتي.