الشعب المغربي على مقربة من يوم يشكل إحدى المحطات الرئيسية في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه العرش و الشعب المغربي من أجل الحرية و الانعتاق من رقبة الاستعمار, ضد الظهير البربري في 28 أغسطس 1930. و لدلالته الرمزية الكبيرة يعتبر 11 يناير رسميا يوم عطلة في المغرب
ستجدون اسفل الموضع رابط تحميل العرض بصيغة word
.
وقع السلطان عبد الحفيط، حاكم المغرب من 1908 إلى 1912،
معاهدة « فاس » في 30 مارس 1912 ليتخلى فيها عن الحكم لصالح فرنسا تحت
ذريعة الحماية والإصلاح
أهم بنود معاهدة فاس :
·
اجراء إصلاحات إدارية وقضائية
وتربوية واقتصادية ومالية وعسكرية.
·
حماية النظام الملكي الشريف الحاكم من
أي خطر خارجي.
·
تمكين المقيم العام، ممثل الحكومة
الفرنسية بالمغرب، من تفعيل مقتضيات المعاهدة.
·
إعطاء الحق للمنتدبين
الدبلوماسيين والقنصليين الفرنسيين لتمثيل المغاربة والدفاع
عنهم بالخارج.
·
منع السلطان أو الملك من توقيع
أي معاهدة دولية بدون موافقة حكومة الجمهورية الفرنسية.
2. عقد اتفاقية بين فرنسا وإسبانيا في نوفمبر سنة 1912 من أجل
تقسيم المغرب
3. اعتبر المغاربة معاهدة فاس خيانة واضحة للوطن، مما أدى
لمقاومة مسلحة بالمناطق التي كانت تحت النفوذ الإسباني. أو ما عرف بحروب
الريف بقيادة المجاهد عبد الكريم الخطابي، مؤسس « جمهورية الريف »
في نفس الوقت، كانت الحركة الوطنية
المغربية، أو ما صار يعرف حاليا بحزب الاستقلال، تمارس مقاومة سياسية على
الورق، حيث كانت الحركة تطالب بمساواة وإصلاحات مع الفرنسيين المقيمين بالمغرب.
3. ألحقت حروب الريف خسائر جسيمة بالمحتل الإسباني، حيث فقدت
إسبانيا ما يناهز 15 ألف قتيلا، مما اضطرها للانسحاب والاعتراف بالهزيمة
4.
ولكن حتى لا ننسى، فقد أقامت الدول
المحتلة إصلاحات جذرية على مستوى البنيات التحتية لازلنا نعيش على
أنقاضها أهمها بناء الطرق والسدود والمستشفيات وإنشاء سكك حديدية
لكن أكان ذلك بدافع « حب
المغرب » أم وراء ذلك مطامع واضحة، ألا وهي تسهيل الاستفادة واستنزاف ثروات
البلاد ؟
5.
من مظاهر استغلال فرنسا لثروات المغرب :
·
تجنيد المغاربة في الجيش الفرنسي.
·
بناء سدود لتطوير القطاع الفلاحي
لتزويد فرنسا بالمنتوجات الفلاحية.
·
إنشاء سكة حديدية تصل إلى مليلية التي
كانت تحت النفوذ الإسباني لتسهيل استغلال المناجم بالمنطقة.
6. العلم
المغربي في صفته الحالية هو من تصميم المريشال الفرنسي ليوطي، المقيم العام
الأول بالمغرب
7.
النشيد الوطني المغربي من تأليف الكابتان الفرنسي ليو
موركان، وكان النشيد في الأصل معزوفة موسيقية كتحية ملكية للسلطان كانت تسمى
« النشيد الشريفي »
إن مدة عشر سنوات وعشرة أشهر من النضال المستميت،
هي المدة التي فصلت بين تقديم وثيقة الاستقلال في 11 يناير 1944م إلى حين الحصول
عليه، وهكذا لُخصت سنوات نضالية التحمت فيها القاعدة بالقمة متجلية في الإرادة
المخلصة في شخص الراحل محمد الخامس والقادة الوطنيين في حزب الاستقلال، حيث قدموا
وثيقة تأكيد لنضال المغاربة ومواجهتهم للمستعمر بعد الانهزام في وقعة
"إسلي". لقد سبق تقديم وثيقة الاستقلال تنسيق محكم قبل الإقدام على
الخطوة الأولى ليكون للمطلب أثره وفعاليته كما حدث بالنسبة لعدة شعوب كانت ترنو
إلى الإنعتاق والحرية. لقد كان الإجماع الوطني والشعبي يكتل الوحدة للتنظيم الذي
كان منبثقا من نشاط حزب عتيد في تنظيم خلايا وطنية مع اختيار الظروف المناسبة
لمواجهة المرحلة، فجاءت التوقعات لتؤكد صوابية فكرة تقديم الوثيقة في إبانها، تجلى
ذلك في عرائض تأييدية قدمت بكيفية تلقائية من طرف أفراد الشعب رغم ما كان يجري من
تكتم بالتلفظ بالتصريح بكلمة "وثيقة الاستقلال" في بداية الأمر تضليلا
للمستعمر، ولعبت الطبقة المثقفة في توعية الأمة وتهيئ مناخ تقديم الوثيقة الدور
الكبير الذي قدمه طلبة القرويين بفاس وابن يوسف بمراكش وفي كل المناطق التي فيها تنظيمات حزبية، وفي القرى
والمداشر رغم الضغوطات العالية التي قام بها الموالون للمستعمر من باشوات وشيوخ
ومقدمين في البادية. كما لعب طلبة المدارس الحرة التي أنشئت بالأخص من طرف
الوطنيين لتدريس مواد باللغة العربية كالتاريخ والحضارة المغربية والشعر والأناشيد
الوطنية المحمسة دورا كبيرا في استنهاض الطلبة وتوعيتهم للمطالبة بممارسة حقوقهم
في التمتع بالحرية والاستقلال. ولم يخرج عن هذا الإجماع في آخر المطاف إلا من كان
له مصلحة في بقاء المستعمر، وتجلى هذا التضامن في تقديم وثيقة الاستقلال كذلك في
شمال المغرب حيث أيد العريضة أعضاء حزب الإصلاح، واتفقوا على الفكرة. وفي خضم
الاستشارات والتطلع على آراء الموالين للمستعمر ومن يؤيده لإقامة الحجة عليهم نجد
بهذا الصدد اتصال الأستاذ أحمد بلفريج بالكلاوي والعيادي كما سجل ذلك الأستاذ عبد
الكريم غلاب في كتابه:" تاريخ الحركة الوطنية " (الجزء الأول ص 269) كما
يلي:"فاتصل السيد أحمد بلفريج بالكلاوي باشا مراكش وناحيتها ورمز كبار القواد والباشوات المتشبث
بالاستعمار كولي نعمته، واستفسره عن رأيه في المطالبة بالاستقلال، ففكر الكلاوي
قليلا تم اهتدى تفكيره إلى نفس الاتجاه الذي يفكر فيه دائما، وأجاب متسائلا :(وهل
عندكم ضمانة من جهة أجنبية أخرى؟ الأمريكان مثلا ! )وحينما نفى السيد أحمد بلفريج
أن يكون الحزب معتمدا على جهة أجنبية أو أن تكون عنده ضمانة، أعلن الكلاوي أنه غير
متفق ولا ينصح بالإقدام على هذه الخطوة" يعلق الأستاذ غلاب على هذا الخبر بهامش كما يلي:"قام الأستاذ عبد الله إبراهيم
وعبد القادر حسن بالاتصال بالكلاوي والعيادي يوم تقديم وثيقة الاستقلال إلى الملك
وأخبراهما بالأمر طالبين تأييدهما، وبالرغم من المفاجأة والحيرة اللتين بدت عليهما
-أي الكلاوي والعيادي- أنهما كانا يحتميان وراء الملك، فأكدا أنهما مع الملك
وسيكونان معه في القرار الذي يتخذه وقد نصحهم العيادي بألا يثقان في الكلاوي
ومن المعلوم أن رجال الوطنية قبل تقديم وثيقة الاستقلال كانت لهم اتصالات وتنسيقات مع الملك محمد
الخامس، "الذي كان رحمه الله يضيق بالعزلة التي فرضها الاستعمار عليه وعلى
شعبه، ويتطلع إلى اليوم الذي يتصل فيه بشعبه بواسطة الممثلين الحقيقيين للشعب
الذين وضعوا أنفسهم في خدمة بلادهم. وقد كانت صلته المباشرة بشعبه في فاس سنة 1933م فاتحة هذا التطلع ووجد الفرصة في الاتصال
بقادة حزب الاستقلال فانطلقت فكرة المطالبة بالاستقلال بالاتفاق مع جلالته. وكان
الاتفاق السري على كل شيء حتى على وقت العريضة وأسلوب الدفاع عنها. منذ ذلك اليوم
بدأ نضال مرير خاضه رحمه الله بالاتفاق مع الحزب حتى كانت بداية نهاية الاستعمار
يوم نفاه الفرنسيون في عشرين غشت 1953م وكان النفي نتيجة تشبثه بمبدئه"
(تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب للأستاذ عبد الكريم غلاب الجزء الأول ص 272). ولم
يكن نضال المغاربة بتتويج وثيقة المطالبة بالاستقلال سوى بداية حركة جديدة، كانت
نهايتها الجهاد المسلح، بعدما أصبح العمل السياسي قد مهد دوليا إلى مشروعية ذلك في
الدفاع عن الحقوق الوطنية، انطلاقا من نضال ابن عبد الكريم الخطابي وموحى وحمو
الزياني ومعارك تافيلالت وجبال الأطلس ومن الصحراء على يد ماء العينين الذي أعلن
الجهاد ضد المستعمر الذي لم تثبت له قدم إلا بعد خيانات الموالين له بالإضافة إلى
الحالة المزرية التي عاشتها البلاد، بفعل تراكم القروض وتسلط الأوبئة، وتحالف
المستعمر في اقتسام الأراضي المغربية التي كانت موحدة في إطار المغرب العربي
الكبير. كل هذا مهد لظهور قومة وطنية من طرف رجال الإصلاح الوطني والديني لمحاربة
الخرافة والدجل والبدع التي تلاحظ في المواسم التي يتخذها المستعمر دعامة لتكريس
مصالحه. وكان لابد أن يكون هناك وعي ديني ووطني _ما دام الإسلام يحارب الخنوع
والدجل واستعباد الإنسان_ فقيض الله للمغرب ملكا مؤهلا للقيام بهذه المهمة، فظهر
من رجال الإصلاح بالمغرب الشيخ شعيب الدكالي، ومحمد بالعربي العلوي، وغيرهما في
مجال الإصلاح الديني ورجال وطنيون لهم انتماء إلى القرويين وابن يوسف كعلال الفاسي وعبد الله إبراهيم وغيرهما ممن درس في الخارج
كامحمد بوستة وعبد الرحيم بوعبيد والمهدي بن بركة وغيرهم.
إن عريضة الاستقلال لم تقدم إلا بعد أن
عرضت على الملك الراحل محمد الخامس فصادق عليها وتحدد بالاتفاق معه على وقت
تقديمها صباح يوم 11 يناير 1944م، ووقَّع العريضة الأصلية نخبة من أعضاء الحزب
ومسيريه، كما وقَّع عرائض التأييد مختلف طبقات الشعب، يذكر الأستاذ غلاب في تاريخه
ما يلي:"وفي صباح 11 يناير خرجت الوفود الاستقلالية يتجه كل منها وجهة خاصة.
فهناك وفد يتكون من السادة: أحمد بلفريج، محمد اليزيدي، عبد العزيز بن إدريس،
الهاشمي الفلالي، عبد الله إبراهيم، إدريس المحمدي، عبد الكريم بنجلون، أحمد
الحمياني، عبد الحميد الزموري، اتجهوا نحو القصر الملكي ليقدموا العريضة للملك.
ووفد مكون من السادة: الحاج عمر بن عبد الجليل، محمد غازي، محمد الزغاري، اتجهوا
نحو الإقامة العامة ليقدموا العريضة للمقيم أو لموظف سام في الإقامة. واتجه وفد
إلى المفوضية الأمريكية والمفوضية الإنجليزية يتكونان من السيدين: المهدي
بن بركة، وعبد الرحيم بوعبيد ليقدما العريضة إلى ممثلي الدولتين، وقد صُحبت
العريضة برسالة خاصة لكل من الملك والإقامة العامة وسلطات الحلفاء، وكانت رسالة
الملك تتضمن بعض الأفكار عن نوعية الاستقلال، وأسلوب الحكم الذي يفكر فيه
الحزب." (تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب لعبد الكريم غلاب الجزء الأول ص 276).
وهكذا ومنذ صباح ذلك اليوم تحول تاريخ
المغرب وانتهت مرحلة ابتدأت في سنة 1912م يوم فرضت الحماية الفرنسية في 30 من
مارس... ونلاحظ أن الموقعين على وثيقة الاستقلال الذين كان عددهم ستا وستين موقعا
كانوا قد نابوا عن الشعب كله وعن طموحاته في المدن والقرى كما حمل مثقفوا الوطن
هذا العبء باعتبار أن الموقعين كان لهم حظ من العلم والوعي الوطني والتضحية
والشجاعة التي دفعتهم للقيام بهذا الواجب، وكلهم قد مثل الأمة المغربية بتعدد
مناحيها الفكرية والمالية والصناعية والحرفية. وكان من بين الموقعين امرأة هي
الراحلة مالكة الفاسي التي مثلت المرأة ومشاركتها النضالية في تحرير
الوطن.
بهذه المناسبة أذكر مناضلين ولدوا في مراكش أو عاشوا فيها واستهوتهم طبيعتها وذماثة أخلاق
أهلها، وقد شاركوا في التوقيع على هذه العريضة من أمثال المناضل الكبير مولاي أحمد
بن الطاهر المنجرة، والأستاذ الحسين الوارزازي، والأستاذ الكبير عبد الله إبراهيم،
والشاعر عبد القادر حسن العاصمي، والأستاذ امبارك الغراس، والأستاذ الصديق بلعربي،
والفقيه عبد السلام المستاري الذين عاشوا أحداثا وطنية كوقعة رمادي سنة 1937م
وتعرضوا إثرها للنفي والإبعاد وختموا مطافهم بالتوقيع على وثيقة الاستقلال رحم
الله جميع الذين حصل لهم شرف التوقيع على هذه الوثيقة وبارك في عمر من بقي منهم.
تاريخ الوثيقة
ففي 11 يناير 1944 قام رجال الحركة الوطنية بتنسيق مع الملك محمد الخامس، بخوض
معركة نضالية حاسمة. تمثلت في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى سلطات الحماية
الفرنسية و تسليم نسخ منها إلى المقيم العام غابرييل بيو و إلى القنصلين العامين
لبريطانيا العظمى و الولايات المتحدة و إلى الجنرال ديغول و سفير الاتحاد السوفيتي
بالجزائر الفرنسية.
بعد أن قدم أعضاء كتلة العمل الوطني وثيقة مطالب الشعب المغربي في 1 دجنبر
1934، تطورت هذه المطالب بعد تغير المشهد العام في المغرب، حيث تعرض بعض قادة
الحركة الوطنية في نهاية الثلاثينات للاعتقال أو النفي، و خاصة بعد أحداث بوفكران
سنة 1937، و تأسيس أحزاب جديدة منها حزب الاستقلال و حزب الشورى والاستقلال
و"حزب الوحدة المغربية" و"حزب الإصلاح الوطني" و "الحزب
الشيوعي" (تأسس سنة 1943م)، و انعقاد مؤتمر آنفا في يناير 1943، الذي كان
فرصة للقاء بين السلطان محمد بن يوسف و الرئيس الأمريكي روزفلت حيث عرض السلطان
مطالب المغرب. فقدمت الحركة الوطنية وثيقة يوم 11يناير 1944 تطالب فيها باستقلال
المغرب و وحدة ترابه، و كان رد سلطات الحماية الفرنسية بشن حملة اعتقالات بعد أيام
من تقديم الوثيقة.
نتائج الوثيقة
كان رد فعل الإقامة فوريا تمثل في : الضغط العام و الفوري على السلطان محمد
الخامس بن يوسف للتنديد علنا بالبيان و اعتقال جميع القوميين المتشددين و الأطراف
الموقعة عليه.
في 28 يناير من نفس العام، ضربت موجة كبيرة من الإعتقالات صفوف الصفوة من
الأحزاب السياسية المغربية أبرزها حزب الاستقلال و حزب الشورى و الاستقلال، و
تمثلت الإعتقالات في حبس أحمد بلافريج أمين عام حزب الاستقلال و إقالة و سجن عبد
العزيز لحرش لمدة ثلاثة أشهر بسبب دعمه للبيان و تحريضه عمال البريد بالرباط على
القيام بإضرابات.
هزت المظاهرات و الإحتجاجات و الإنتفاضات البلاد و التي عضض من وهجتها سقوط
العديد من الضحايا، لا سيما في مدن كبرى مثل الدار البيضاء و فاس و الرباط و سلا.
و قد أدانت المحاكم العسكرية عدداً كبيراً من المقاومين حتى الموت، مما أدى إلى
غضب شعبي عارم و إدانة شديدة في صفوف الشعب و الموقعين على البيان لتأجج موجة
شعبية لم تجد نهايتها إلا مع نهاية الحماية و الإستقلال السياسي للمغرب.