وعدك أمل فلا تجعله سرابا
رجع الملك إلى قصره في ليلة شديدة البرودة، فرأى حارسًا عجوزًا واقفًا بملابس رقيقة، فاقترب منه الملك وسأله: ألا تشعر بالبرد؟
ردّ الحارس: بلى أشعر بالبرد ياسيدي، ولكنّي لا أملك لباساً دافئاً، ولا مناصَ لي من تحمّل البرد.
فقال له الملك: سأدخل القصر الآن وأطلب من أحدِ خدمي أنْ يأتيَك بلباس دافئ.
فرح الحارس بوعدِ الملك، ولكن ما إنْ دخل الملكُ قصره حتى نسيَ وعده.
وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقةٌ كُتب عليها بخط مرتجف: “أيّها الملك، كنت أتحمّل البردَ كلّ ليلة صامدًا، ولكنّ وعدَك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني”.
وعودُك للآخرين قد تعني لهم أكثر مما تتصوّر، فلا تخلفْ وعدًا.. ولا تعطِ وعداً لأحد،ٍ وأنت غيرُ واثق من تنفيذه، فأنت لا تدري ما تهدم بذلك.
ملاحظة: باختصار، الثوار الذين ينتظرون وعود الدول سيموتون تجمُّدًا.